منذ سنوات لم تعش ليبيا شهر رمضان دون أن تُشهر فيه الأسلحة بين أبناء البلد الواحد

2021/05/04
منذ سنوات لم تعش ليبيا شهر رمضان دون أن تُشهر فيه الأسلحة بين أبناء البلد الواحد وتُحصد فيه الأرواح وتُيتّم فيه العائلات. عاشت ليبيا سنوات على وقع الصراعات العسكرية التي راح ضحيتها آلاف المقاتلين والمدنيين وزادت من معاناة ملايين الليبيين وحولت حياتهم إلى جحيم. فهل حان الوقت ليفرض الليبيون على الجميع، صناعَ قرار ومقاتلين، من الداخل أو الخارج، غلبةَ إرادة الحياة على إرادة الموت؟
استقبل الليبيون شهر رمضان بكثير من التفاؤل والأمل في التخلص من كابوس الحرب والانقسام والاحتراب، واليوم ونحن نعيش الثلث الأخير من هذا الشهر المبارك، وعلى الرغم من وعي الليبيين بهشاشة الوضع ودقة الظرف وحجم التحديات ومحاذير الانتكاس والعودة لمربع العنف والاقتتال، فإن إرادة الحياة والتعلق بأمل الانفراج كان قويا لديهم وانخرطوا دون تحفظ في معركة استئناف حياة طبيعية وعيش آمن وكريم ومستقر، وشهدت الشوارع الليبية حركية وديناميكية لم تشهدها البلاد منذ سنوات.
الليبيون عبروا عن إصرار شديد ورغبة جامحة في طي صفحة الماضي والتطلع لغد أفضل: اليوم باستئنافهم لحياة طبيعية واستثمارهم في كل شبر حرية وأمن يفتكّونه، وغدا عبر المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل ليبيا في إطار انتخابات شفافة حرة ونزيهة تُنجز في الآجال المحددة لها وتقطع نهائيا مع حالة الظرفية والانتقالية واللاستقرار التي عانت منها ليبيا كثيرا.
استمرار وقف إطلاق النار، إجراء الانتخابات في موعدها، والتعجيل بحل الإشكالات المادية العالقة عبر التصويت على موازنة عامة تحسن يوميات الليبيين وتعدّ للانتخابات القادمة هي أمل الليبيين اليوم وجواز سفرهم للمستقبل …فلا نقتل فيهم هذا الأمل كما قتلت فيهم الحرب بالأمس كل شيء جميل.
No Comments Yet

Comments are closed