لقد حان الوقت لتنحية خلافاتنا جانباً والعمل سوياً للوصول ببلدنا إلى بر الأمان وتحقيق السلام والرخاء

يا شركاء الوطن العزيز.. علينا أن نضع اليوم حداً لكل خلافاتنا، ولنلتحم جميعاً – شرقاً وغرباً ، شمالاً و جنوباً ، عرباً و أمازيغ، تُبو وطوارق .. لأجل أن نتوافق، ونتفق على صنع السلام وتحقيق طموحاتنا المستحقة في بناء ليبيا، وتحقيق الأمن والازدهار الذي يستحقه الليبيون والليبيات دون تمييز.

لقد عانينا خلال الأربع سنوات الماضية .. أربع سنوات من الآمال التي غدر بها .. من العنف وانعدام الأمن، وعانينا من قبل خلال أربعة عقود بسبب قيادة دكتاتورية فاسدة أهدرت الأموال الطائلة، وحكمت البلاد بالحديد والنار، وبددت كل فرص التحول والتقدم، وأفرغت الدولة من كل معاني الوطنية، وحولتها إلى مجرد مؤسسة راعية لفرد وعائلة.

هذا التوافق يمثل نقطة تحول تاريخية لكل الليبيين، لأنه يمنحهم فرصة ثمينة، ويمكن للشعب الليبي من اختيار مصيره دون وصاية من أحد، وينهي معاناة الليبيين الراهنة وتعود فيه السيوف إلى أغمادها.

بالاتفاق والتوافق الليبي نضع حداً للصراعات وويلات الحرب، وعلى جميع أبناء هذا الوطن السعي نحو إرساء وتحقيق العدالة والمصالحة والسلم الاجتماعي، والعمل معاً لجعل بلادنا آمنة ومستقرة لأبنائنا وأجيالنا القادمة.

وبهذا الاختيار نرفض أوهام الانتصارات الزائفة في نزاع لن يكون فيه أي منتصر، ولدينا الكثير من الأمثلة لأوطان حطمتها مثل هذه النزاعات.

إن المسار الذي اخترناه طويل ومرصوف بالتحديات، وحتى نؤسس لحكومة وفاق وطني تسعى أولاً لتأمين الحياة الكريمة لكل ليبي وليبية، علينا أن نضمد جراح العقود والسنين الماضية، وأن نستلهم من عقيدتنا السمحاء قيم التسامح، والعفو ونبذ ثقافة الانتقام، وعلينا أن نستثمر هذه الفرصة الثمينة لبناء وطن آمن ترفرف عليه رايات العدالة والحرية، وأن نحقق الأمن والأمان والطمأنينة والتعليم المنشود، والتدريب والتطوير والرعاية الصحية المتكاملة، والتأمين الصحي، وتحقيق الرخاء الاقتصادي الذي ينشده الجميع .. نريد أن نؤسس لحكومة تخدم الشعب ولا تخدم سواه، نريد أن يرث عنا أولادنا الكبرياء في غير تكبر، والفخر بالماضي التليد، والعزة بالله والوطن والنفس، والثقة في غد مشرق بسواعدكم القوية، وبعقولكم النيرة ومعاولكم البنَاءة جميعاً بلا استثناء.


رؤية السيد أحمد عمر معيتيق لحكومة الوفاق الوطني :

حكومة تخدم الشعب:

• المصالحة، الأمن، والسلم الاجتماعي هي نقاط البداية.

• يجب أن نبني قدرات حكومتنا على كل المستويات .. و مع كافة الشرائح كالمهني، والممرض، والطبيب، والمعلم، والإداري، والمهندس وغيرهم من شرائح مجتمعنا .. لتقديم خدمات ذات مستوى راقٍ لكل الليبيين، وذلك بالاستثمار في كل ليبي، من خلال التعليم والتدريب، والرعاية الصحية.

• علينا بناء المعرفة والرعاية الصحية لمواطنينا، حتى يكون لديهم المهارات والقدرات الضرورية لمواجهة مسؤولياتهم في أماكن أعمالهم ولأسرهم.

• تقديم الامكانيات، وتطوير المهارات، والقدرات إلى مستويات الحكومة الأقرب للمواطنين – المجالس والإدارات المحلية – وتحميلها مسؤولية تقديم الخدمات الأساسية للمواطن.

• إنشاء صناديق تنمية جهوية لدعم تطوير المدن، وتحقيق التنمية المكانية وتحسين دخل الأُسر.

• إنشاء صندوق البنية التحتية لإعادة بناء الموانئ، ومحطات الطاقة، ومحطات معالجة المياه، ونظام الصرف الصحي.


الأمن وبناء السلام :

• يجب اتخاد خطوات جادة، وعاجلة للحفاظ على أمن الدولة، والسلامة الشخصية لكل فرد ليبي.

• بناء وتطوير جيش ليبي قادر على حماية الوطن وحراسة حدوده.

• تحقيق الأمان، تأمين العدالة وتطبيق القانون هي مهام المحترفين، خدمات أمن مدنية مدربة جيداً، وتحت سيطرة وتوجيه حكومة الشعب؛ سوف نبني مثل هذه الخدمة الحرفية.

• كمثل أي دولة قائمة، يجب على الحكومة أن تسيطر على استعمال القوة، يجب أن لا نسمح للفصائل الحرية المطلقة للسعي وراء مصالحها الضيقة، وسوف نضع حداً للسرقات، والخطف، وجرائم أخرى ارتكبت دون عقاب.

• سنجمع كل الأسلحة الثقيلة، ونضعها تحت سيطرة وزارة الدفاع ، وسنحفز المواطنين على تسليم أسلحتهم، وسيتم الترحيب بمنتسبي التشكيلات المسلحة ليكونوا ضمن القوات المسلحة النظامية، أو يتم دعمهم للاندماج في الحياة المدنية

• بالرغم من تعاطفنا مع مصاعب المهاجرين الذين فروا من ويلات الحروب، والاضطهاد والفقر في بلدانهم، إلا أن ليبيا تحتاج إلى تأمين، وإدارة حدودها وحمايتها، ووضع حد للهجرة الغير شرعية.

• لن نسمح لتنظيم الدولة الإسلامية وكل تنظيم متطرف بالعمل في ليبيا، ولن نتسامح معهم وسنتحد لمحاربتهم، وسنعمل سوياً مع حلفائنا حول العالم لوقف انتشار عقائدهم المتطرفة.


المصالحة والعدالة :

• يجب ألا نحمل ضيم الأزمة إلى المستقبل، فتحقيق السلم الاجتماعي وتوحيد جميع الليبيين لن يبدأ إلا بالمصالحة والعدالة.

• كل من ارتكب جريمة سيواجه العدالة ويكفل القضاء الليبي المحاكمة العدالة لكل المتهمين .. يجب أن نحقق التسامح ونرفض ثقافة الانتقام والتهميش الذي غرسه فينا النظام السابق.

• سنحتاج دعم الدول الصديقة التي نهضت بعد معاناة مع الصراعات، والحروب للاستفادة من تجاربها في إحلال السلم والأمن الاجتماعيين، وتحقيق المصالحة الوطنية.


الاقتصاد :

• سنعمل على إنعاش الاقتصاد الليبي، والعمل على استثمار كل الفرص الاقتصادية للازدهار، وبناء حياة أفضل لنا ولأولادنا وللأجيال القادمة.

• سنعمل على تشجيع الاستثمار الأجنبي في ليبيا، لخلق المزيد من فرص العمل، واستجلاب الخبرات ورؤوس الأموال.

• سيتم إحداث إطار عمل لتأمين وتنظيم وإدارة عوائد النفط بطريقة فعالة وشفافة.

• تشجيع وتحفيز أصحاب الأعمال الليبيين للبدء في مشاريع تجارية للمساعدة في تحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص العمل.

• دعم المشاريع الصغرى، والمتوسطة، والكبرى، وتوفير فرص عمل للشباب، والسعي نحو القضاء على البطالة.


الشراكة مع المجتمع المدني :

• في الكثير من المناطق في بلادنا خلال الأربع سنوات الماضية، لم تستطع الحكومات المتعاقبة أن تعمل لوحدها وبدون مساعدة منظمات المجتمع المدني التي قدمت الكثير من الخدمات، بل وحتى السلع الأساسية لبعض المناطق المتضررة من الحرب، أو التي لجأ إليها الكثير من النازحين.

• يجب تشكيل شراكة بين منظمات المجتمع المدني، و حكومتنا للمساعدة في القيام بالمهام الحيوية التي هي أمامنا واهمها المصالحة، و تمكين المرأة من لعب دور أكثر تساوياً وإنتاجاً في ليبيا.


شركاؤنا الدوليون :

• لقد دعمنا شركاؤنا الدوليون في التخلص من النظام الدكتاتوري المستبد، ونحن الآن في حاجة ماسة لمساعدة المجتمع الدولي في بناء دولة المؤسسات، وتقديم الدعم الفني اللازم للإصلاحات الاقتصادية، وبناء قدرات الإدارات المحلية والتدريب في كافة المجالات.

• التعاون المشترك مع المجتمع الدولي لمكافحة بلاء الإرهاب، والحد من الهجرة غير الشرعية.

 وفي الختام نؤكد على أننا سنعمل كل هذا بثقة زائدة وقوة، بينما نعيد بناء أمتنا العظيمة.